الانشطة التربوية: ملتقى فن التغيير
1.الانشطة التربوية: ملتقى فن التغيير:
تحت شعار:{اريد ان اتغير؛ لكن كيف؟}
1.التغير التربوي:
فلسفة التغيير
التغيير سنة من سنن الله في الكون وهو ضد الثبات كما أنه تعبير عن حركة دائمة تكتنف المخلوقات ولكنه من الأشياء المكروهة أو البغيضة على نفوس البعض فالبعض يحب وضع نفسه داخل دائرة للأشياء التي تريحه ويكره أن يغيرها ويطلق عليها دائرة ارتياحي.
ويميل إلى التحرك في إطارها فلابد أن يتعلم الإنسان كيف يوازن بين الالتزام بالثوابت واستيعاب المتغيرات. فبعض التغييرات حتمية وضرورية حتى يستطيع الإنسان التأقلم مع المحيط الخارجي والبيئة.
ويمكننا تعريف التغيير على أنه : النمو والتقدم والرقي على المستوى الفردي أو الجماعي مع احتمالية وجود المخاطرةاحتمالية هذه المخاطرة تجعل الناس يترددون في الإقدام على عملية التغييريقولAnthany Robbins في كتابه (أيقظ المارد الكامن):
"والحقيقة أن معظم الناس يجمحون عن التغيير لأنهم يخافون أن يكون مؤقتاً ولذلك فهو لا يستحق المعاناة أو المحاولة".
ويمكننا تعريف التغييرعلى أنه عملية تحول من واقع نعيش فيه إلى حالة منشودة وغالبا تكون أفضل من الواقع.
إن التغيير ليس وصفة سحرية أو دوائية تؤخذ في كل مكان وزمان بل لا بد لكل مكان عمل التغيير المناسب والملائم لظروف ومكونات هذا المكان والزمن الخاص به والأشخاص المناسبين له يقولAnthony Robbins: " لكي يكون التغيير ذا قيمة ينبغي له أنيكون مستمراً ومنتظماً ومنظوراً , ويرتكز التغيير الناجح على ثلاثة مبادئ أو خطوات أساسية هي:
1 - ارتق بطموحاتك ومعاييرك، وفكر بالقادة العظماء الناجحين وكيف سارت حياتهم في الاتجاهات التي رسموها لأنفسهم.
2 - تخلص من الاعتقاد الخاطئ بأنك محدود الإمكانات عندما ترتقي بطموحاتك يجب أن تؤمن وتعتقد بأنك قادرعلى تحقيقها فعندما نغير المعتقدات؛ فإننا نغير معها المستحيل إلى ممكن والصعب إلى سهل والخارق إلى عادي والمشكوك فيه إلى المؤكد.
3 - ابحث عن الاستراتيجيات والطرق التي سوف تسلكها نحو تحقيق هذه الطموحات والطريق يبدأ بالاحتكاك والاحتذاء بالناجحين والبارزين والعظماء والتجارب الناجحة التي سوف ترسم لك المحاكاة والانطلاق لا التقليد الأعمى.
مواطن التغيير
1- المستوى الشخصي أو الحياة الخاصة وما يتعلق بها من الارتباط مع الخالق سبحانه وكذلك عواطفك وأحاسيسك ومشاعرك والمستوى المعرفي والمهاري والجسماني وإمكاناتك وقدراتك.
2 - العلاقات وهي تشمل كل من حولك من الأسرة والأصدقاء والجيران.
3 - المستوى الوظيفي وأعمالك وما تشمل من العمل والموظفين وكل ما له صلة بمحيط العمل. لا شك أن القيادات وأنت واحد منهم يشجعون على التغييربل ويدعون إليه بشكل إيجابي، ويوفرون البيئة الملائمة لأي تغيير يأتي بثقة وعزم وثباتكما يقول Theodore Levitt في كتابه (تأملات في الإدارة): "ويشجع القادة التغيير وكل من يسعى إليه بشكل إيجابي".
إن التعامل مع التغيير يحتاج إلى صفات قيادية تروض أمواج التغيير وتستفيد منها فتسييرالمركب في بحر الحياة.
قوة التغيير في داخلنا قوة التغيير موجودة بداخلنا، وهي تنتظر من يوقظها من سباتهاوهناك حواجز كثيرة تمنعنا من الوصول إلى هذه القوة والشيء الذي يجب أن يتمتع به الجميع للتغيرهو :
1 - أن تعلم بوجود قوة التغيير في أعماقنا.
2 - أن نثق ثقة مطلقة بقدرتنا على الوصول إليها.
3 - إيماننا بأن التغيير سنة الله وهو الذي طلب من الإنسان التغير وأن يطمح للأفضل دائما.
والإنسان يحتاج لأربعة أمور إذا توفرت لديه استقامت حياته: البقاء الحب التقديرالتغيير
كيف أبدأ التغيير؟
1 - نقد الذات :اشحن مشاعرك وأحاسيسك في نقد الوضع القديم .
2 - اتخاذ القرار: اتخذ قراراً لا رجعة فيه في تغيير وضعك القديم وخذ عهداً على نفسك بتغيير وضعك القديم واتخذ قراراً في أنك مسؤول عن أفعالك وأقوالك المستمرة انتبه فعندما لا تتخذ القرار فأنت اتخذت قراراً بعدم اتخاذ القرار.
3 - التخطيط للتغيير:لا بد أن تخطط لحياتك ومصيرك ، وإلا فسوف يخطط لحياتك آخرون.
التخطيط سمة من سمات الناجحين لا تترك حياتك للأحداث والظروف ، خطط لما تريد لا إلى ما لا تريد.
4 - برمج قناعاتك وفقاً لما تريد : القناعات هي النظام الأقوى في تغيير الأفراد والجماعات كل تصرف أو سلوك سواء كان إيجابياً أو سلبياً وراءه قناعة .
ومن أمثلة القناعات الإيجابية " الفشل طريق النجاح" وغيرها ومن الأمثلة لقناعات سلبية " الخير يخص والشر يعم".
5 - تحكم في تصرفاتك : مصادر الإحساس والإدراك في أجسامنا تنقل إلينا أخباراً ومعلومات عن العالم الخارجي فتكوّن صوراً، فتكون لها خرائط .
لذا انتبه ما نرسمه في ذهنك عن الأشياء سوف يخرج سلوكاً سواء سلبياً أو إيجابياً. إن ما ترسمه في أذهاننا سوف يشكل لنا قناعات وهذه القناعات هي الدافع لسلوكنا . لذا كن مميزاً لما تتلقاه وصنفه التصنيف الصحيح وارسم له الصورة الصحيحة والمناسبة له".
6 - الاحتكاك والملازمة للناجحين : تعرَّف إلى الطرق العملية التي سلكت بالناجحين إلى تحقيق غاياتهم وأهدافهم بالملازمة واللقاءات والندوات والتدريب وغيرها ثم انطلق أنت وقُد تغيير ذاتك ومنظمتك إلى ما خططت إليه .
يقول John.P. Kotter في كتابه (قيادة التغيير):
" يمكن أن يعمل برنامج التغيير في مراحل متعددة في آن واحد لكن إلغاء خطوة أو التوغل دون أساس متين يسبب المشاكل".
وللتغيير قواعد وفرضيات يمكننا تلخيصها في النقاط التالية:
1 - الرغبة في التغيير: فقد ربط الله جل وعلا التغيير بطلب الإنسان ورغبته ، فالحق تبارك وتعالى لا يتدخل في تيسير أمر على إنسان أو تعسيره عليه حتى يطلبه الإنسان بصدق ورغبة حقيقية ، فقد قال
تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره للحسنى ) الليل – 5
فالتدخل الإلهي يتم بعد أن يخطو الإنسان الخطوة الأولى نحو هدفه وهو رغبته الحقيقية في التغيير من الداخل. فالتغير بأيدينا ونحن المسؤولون عن اختياراتنا.
2 - التغيير يبدأ من النفس لا من الخارج : قال رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
فلو أراد الله للإنسان الخير هداه إليه ، وقد وضع الله لهذا الكون قوانينا ولهذه الحياة سننا يخضع لها المؤمن والكافر، ويتبعها البر والفاجر ومنها موضوع بحثنا التغيير. فالإنسان يستطيع تغيير العالم من خلال تغيير ما في ذهنه أولا.
3 - أنت من يستطيع تغيير نفسه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ).
ويقول الدكتور إبراهيم الفقي: إن الشيء الذي يبحث عنه الإنسان الفاضل موجود في ذاته أما الشيءالذي يبحث عنه الإنسان العادي فهو موجود عند الآخرين .فالإنسان يستطيع برمجة عقله بمعلومات مؤثرة من شأنها أن تحسن نوعية حياته.
4 - تغيير الآخرين : نحن لا نستطيع تغيير الآخرين، وهم كذلك لا بد أن يبدأ التغيير من داخلهم ولكن بإمكاننا أن نوجد المناخ المناسب للتغيير ونوجد لهم الحافز للتغييروهذا ما يجب أن يفعله الآباء والأمهات مع أبنائهم.
5 - لا تختلق الأعذار: من يريد التقدم والتطور والتغير نحو الأفضل لا يجعل نفسه في منزلة المدافع دائما ويبحث عن أعذار لأخطائه. لابد للإنسان الذي يرغب في التغيير أن يتحمل مسؤولية تصرفاته حتى لو كانت خاطئة، فليس العيب في الخطأ ولكن العيب في الإستمرارعلى نفس الخطأ والمكابرة فيه. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) رواه الترمذي.
6 - الصبر والمثابرة : لابد من يتحلي الشخص الذي يرغب في التغيير بالصبر والمثابرة ولا يستعجل النتائج ، فليس من السهل التغير والوصول للحالة المثالية المنشودة بلمح البصر، ولكن الصبر وتعويد النفس على الأمر الجديد والعادة الجديدة سيجعلها عادة حقيقية وتستبدل العادات السيئة بأخرى حميدة. ومن ثم التأقلم مع الواقع الجديد التعود عليه.
التغيير سنة من سنن الله في الكون وهو ضد الثبات كما أنه تعبير عن حركة دائمة تكتنف المخلوقات ولكنه من الأشياء المكروهة أو البغيضة على نفوس البعض فالبعض يحب وضع نفسه داخل دائرة للأشياء التي تريحه ويكره أن يغيرها ويطلق عليها دائرة ارتياحي.
ويميل إلى التحرك في إطارها فلابد أن يتعلم الإنسان كيف يوازن بين الالتزام بالثوابت واستيعاب المتغيرات. فبعض التغييرات حتمية وضرورية حتى يستطيع الإنسان التأقلم مع المحيط الخارجي والبيئة.
ويمكننا تعريف التغيير على أنه : النمو والتقدم والرقي على المستوى الفردي أو الجماعي مع احتمالية وجود المخاطرةاحتمالية هذه المخاطرة تجعل الناس يترددون في الإقدام على عملية التغييريقولAnthany Robbins في كتابه (أيقظ المارد الكامن):
"والحقيقة أن معظم الناس يجمحون عن التغيير لأنهم يخافون أن يكون مؤقتاً ولذلك فهو لا يستحق المعاناة أو المحاولة".
ويمكننا تعريف التغييرعلى أنه عملية تحول من واقع نعيش فيه إلى حالة منشودة وغالبا تكون أفضل من الواقع.
إن التغيير ليس وصفة سحرية أو دوائية تؤخذ في كل مكان وزمان بل لا بد لكل مكان عمل التغيير المناسب والملائم لظروف ومكونات هذا المكان والزمن الخاص به والأشخاص المناسبين له يقولAnthony Robbins: " لكي يكون التغيير ذا قيمة ينبغي له أنيكون مستمراً ومنتظماً ومنظوراً , ويرتكز التغيير الناجح على ثلاثة مبادئ أو خطوات أساسية هي:
1 - ارتق بطموحاتك ومعاييرك، وفكر بالقادة العظماء الناجحين وكيف سارت حياتهم في الاتجاهات التي رسموها لأنفسهم.
2 - تخلص من الاعتقاد الخاطئ بأنك محدود الإمكانات عندما ترتقي بطموحاتك يجب أن تؤمن وتعتقد بأنك قادرعلى تحقيقها فعندما نغير المعتقدات؛ فإننا نغير معها المستحيل إلى ممكن والصعب إلى سهل والخارق إلى عادي والمشكوك فيه إلى المؤكد.
3 - ابحث عن الاستراتيجيات والطرق التي سوف تسلكها نحو تحقيق هذه الطموحات والطريق يبدأ بالاحتكاك والاحتذاء بالناجحين والبارزين والعظماء والتجارب الناجحة التي سوف ترسم لك المحاكاة والانطلاق لا التقليد الأعمى.
مواطن التغيير
1- المستوى الشخصي أو الحياة الخاصة وما يتعلق بها من الارتباط مع الخالق سبحانه وكذلك عواطفك وأحاسيسك ومشاعرك والمستوى المعرفي والمهاري والجسماني وإمكاناتك وقدراتك.
2 - العلاقات وهي تشمل كل من حولك من الأسرة والأصدقاء والجيران.
3 - المستوى الوظيفي وأعمالك وما تشمل من العمل والموظفين وكل ما له صلة بمحيط العمل. لا شك أن القيادات وأنت واحد منهم يشجعون على التغييربل ويدعون إليه بشكل إيجابي، ويوفرون البيئة الملائمة لأي تغيير يأتي بثقة وعزم وثباتكما يقول Theodore Levitt في كتابه (تأملات في الإدارة): "ويشجع القادة التغيير وكل من يسعى إليه بشكل إيجابي".
إن التعامل مع التغيير يحتاج إلى صفات قيادية تروض أمواج التغيير وتستفيد منها فتسييرالمركب في بحر الحياة.
قوة التغيير في داخلنا قوة التغيير موجودة بداخلنا، وهي تنتظر من يوقظها من سباتهاوهناك حواجز كثيرة تمنعنا من الوصول إلى هذه القوة والشيء الذي يجب أن يتمتع به الجميع للتغيرهو :
1 - أن تعلم بوجود قوة التغيير في أعماقنا.
2 - أن نثق ثقة مطلقة بقدرتنا على الوصول إليها.
3 - إيماننا بأن التغيير سنة الله وهو الذي طلب من الإنسان التغير وأن يطمح للأفضل دائما.
والإنسان يحتاج لأربعة أمور إذا توفرت لديه استقامت حياته: البقاء الحب التقديرالتغيير
كيف أبدأ التغيير؟
1 - نقد الذات :اشحن مشاعرك وأحاسيسك في نقد الوضع القديم .
2 - اتخاذ القرار: اتخذ قراراً لا رجعة فيه في تغيير وضعك القديم وخذ عهداً على نفسك بتغيير وضعك القديم واتخذ قراراً في أنك مسؤول عن أفعالك وأقوالك المستمرة انتبه فعندما لا تتخذ القرار فأنت اتخذت قراراً بعدم اتخاذ القرار.
3 - التخطيط للتغيير:لا بد أن تخطط لحياتك ومصيرك ، وإلا فسوف يخطط لحياتك آخرون.
التخطيط سمة من سمات الناجحين لا تترك حياتك للأحداث والظروف ، خطط لما تريد لا إلى ما لا تريد.
4 - برمج قناعاتك وفقاً لما تريد : القناعات هي النظام الأقوى في تغيير الأفراد والجماعات كل تصرف أو سلوك سواء كان إيجابياً أو سلبياً وراءه قناعة .
ومن أمثلة القناعات الإيجابية " الفشل طريق النجاح" وغيرها ومن الأمثلة لقناعات سلبية " الخير يخص والشر يعم".
5 - تحكم في تصرفاتك : مصادر الإحساس والإدراك في أجسامنا تنقل إلينا أخباراً ومعلومات عن العالم الخارجي فتكوّن صوراً، فتكون لها خرائط .
لذا انتبه ما نرسمه في ذهنك عن الأشياء سوف يخرج سلوكاً سواء سلبياً أو إيجابياً. إن ما ترسمه في أذهاننا سوف يشكل لنا قناعات وهذه القناعات هي الدافع لسلوكنا . لذا كن مميزاً لما تتلقاه وصنفه التصنيف الصحيح وارسم له الصورة الصحيحة والمناسبة له".
6 - الاحتكاك والملازمة للناجحين : تعرَّف إلى الطرق العملية التي سلكت بالناجحين إلى تحقيق غاياتهم وأهدافهم بالملازمة واللقاءات والندوات والتدريب وغيرها ثم انطلق أنت وقُد تغيير ذاتك ومنظمتك إلى ما خططت إليه .
يقول John.P. Kotter في كتابه (قيادة التغيير):
" يمكن أن يعمل برنامج التغيير في مراحل متعددة في آن واحد لكن إلغاء خطوة أو التوغل دون أساس متين يسبب المشاكل".
وللتغيير قواعد وفرضيات يمكننا تلخيصها في النقاط التالية:
1 - الرغبة في التغيير: فقد ربط الله جل وعلا التغيير بطلب الإنسان ورغبته ، فالحق تبارك وتعالى لا يتدخل في تيسير أمر على إنسان أو تعسيره عليه حتى يطلبه الإنسان بصدق ورغبة حقيقية ، فقد قال
تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره للحسنى ) الليل – 5
فالتدخل الإلهي يتم بعد أن يخطو الإنسان الخطوة الأولى نحو هدفه وهو رغبته الحقيقية في التغيير من الداخل. فالتغير بأيدينا ونحن المسؤولون عن اختياراتنا.
2 - التغيير يبدأ من النفس لا من الخارج : قال رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
فلو أراد الله للإنسان الخير هداه إليه ، وقد وضع الله لهذا الكون قوانينا ولهذه الحياة سننا يخضع لها المؤمن والكافر، ويتبعها البر والفاجر ومنها موضوع بحثنا التغيير. فالإنسان يستطيع تغيير العالم من خلال تغيير ما في ذهنه أولا.
3 - أنت من يستطيع تغيير نفسه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ).
ويقول الدكتور إبراهيم الفقي: إن الشيء الذي يبحث عنه الإنسان الفاضل موجود في ذاته أما الشيءالذي يبحث عنه الإنسان العادي فهو موجود عند الآخرين .فالإنسان يستطيع برمجة عقله بمعلومات مؤثرة من شأنها أن تحسن نوعية حياته.
4 - تغيير الآخرين : نحن لا نستطيع تغيير الآخرين، وهم كذلك لا بد أن يبدأ التغيير من داخلهم ولكن بإمكاننا أن نوجد المناخ المناسب للتغيير ونوجد لهم الحافز للتغييروهذا ما يجب أن يفعله الآباء والأمهات مع أبنائهم.
5 - لا تختلق الأعذار: من يريد التقدم والتطور والتغير نحو الأفضل لا يجعل نفسه في منزلة المدافع دائما ويبحث عن أعذار لأخطائه. لابد للإنسان الذي يرغب في التغيير أن يتحمل مسؤولية تصرفاته حتى لو كانت خاطئة، فليس العيب في الخطأ ولكن العيب في الإستمرارعلى نفس الخطأ والمكابرة فيه. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) رواه الترمذي.
6 - الصبر والمثابرة : لابد من يتحلي الشخص الذي يرغب في التغيير بالصبر والمثابرة ولا يستعجل النتائج ، فليس من السهل التغير والوصول للحالة المثالية المنشودة بلمح البصر، ولكن الصبر وتعويد النفس على الأمر الجديد والعادة الجديدة سيجعلها عادة حقيقية وتستبدل العادات السيئة بأخرى حميدة. ومن ثم التأقلم مع الواقع الجديد التعود عليه.
2.التغيير الاجتماعي:
الإنسان كائن اجتماعي وراثيا واعتياديا، فغريزةالإجتماع تعد لازمة أساسية من لوازم الطبيعة البشرية وخصيصة ضرورية من خصائص الكائن البشري البيولوجية والنفسية.فالحياة البشرية لها مقومات لا تستمر الابتوافرها،ودعائم لا تستقر ويكتب لها الدوام إلا على أساسها،وقد كان للعلامة العربي عبد الرحمان بن خلدون جهدا -لاينكره إلا جاحد- في هذا المجال حيث أشار قبل غيره في القرن الرابع عشرا لميلادي إلى أن الاجتماع الإنساني ضروري وخلص من خلال رحلة علمية شائقة إلى اكتشاف علم قائم بذاته يهتم بدراسة الاجتماع الإنساني وهو علم العمران البشري.ويعد التغيير الاجتماعي من أبرزالظواهرالتي تلقي اهتماما واسعا في الدراسات الاجتماعية،على اعتبار أن التغيير أحد أهم القوانين التي تحكم العمران البشري والتي نبه ابن خلدون إلى ضرورة اكتشافها لفهم سنن الاجتماع الإنساني،وفقه نواميس الحياة.وقد ألح ابن خلدون على ضرورة التقصي الدقيق لعوامل تطور وتدهورا لمجتمعات عبر التاريخ،والاستفادة منها ،لأن الدراسة المتأنية الواعية لأحداث التاريخ وتمحيص عوامل التغير عبر العصور تفيدنا في فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل. وتُبنى فلسفة ابن خلدون التغييرية على اعتبار أن جميع التحولات التي يشهدها العالم العربي الإسلامي يجب النظر إليها في إطار العلاقة الجدلية بين الفكرة الدينية والإنسان العربي المسلم،وبالتالي فان منهج التغيير في ضوء هذه المقولة يقوم على الجمع بين السنن الإلهية والقوانين الطبيعية في النفس والاجتماع،وبناءا عليه فإن نظرية ابن خلدون في التغييرالإجتماعي تقوم على دعائم أساسية هي:1-الاستبصار الإيماني(الرؤية الدينية)2-الأداة التاريخية(الجماعة أو العصبية)3- الاقتران بين الاستبصار الإيماني والواقع الاجتماعي في حدوث عملية التغيير الاجتماعي.
معنى التغيير:
تعامل ابن خلدون مع موضوع التغير الاجتماعي من خلال التتبع الدقيق لعمر الدولة باعتبارها موجهة الفعل السياسي والاجتماعي، نشوءا وتطورا، وضعفا وانهيارا.
يؤكد ابن خلدون أن التغيير سمة ثابتة من سنن العمران البشري ولازمة أساسية من لوازمه ولا يحصل تطور الأفراد والمجتمعات والدول إلا بها حيث يقول: "إن أحوال العالم والأمم وعوائدهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقر، إنما هو اختلاف على الأيام والأزمنة، وانتقال من حال إلى حال، وكما يكون ذلك في الأشخاص والأوقات والأمصار، فكذلك يقع في الآفاق والأقطار والأزمنة والدول".
ويقول كلالده ( 1997 )، أن علماء الاجتماع يقولون " إن الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغير نفسه "، وذلك لان التغيير حالة مستمرة تحصل بفعل إرادي أو غير إرادي عن قصد أو غير قصد، بتخطيط مسبق أو بصورة عفوية تلقائية أو بحكم الظروف، وقد يكون التغيير في البيئة الداخلية أو الخارجية بكل انعكاساته السلبية والإيجابية(1).
فابن خلدون أثبت قبل الكثير من العلماء أن التغيير سنة كونية، ومسلمة اجتماعية، تعتري بني البشر في شتى أحوالهم، ومختلف شؤونهم.
أماعن ديناميكية عملية التغيير،من حيث السرعة والبطء أو القوة والضعف ،فهذه ترجع إلى جملة الظروف المحيطة بعملية التغيير ذاتها،فبينما يعتبر ابن خلدون في القرن الرابع عشر أن عملية التغيير،شديدة الخفاء،ولاتقع إلا بعد أحقاب متطاولة،ولا يكاد يتفطن لها إلا الآحاد من أهل الخليقة،نجد عالم الاجتماع الأمريكي'ألفين توفلر'AlvinToffler' يرى بأننا نعيش في مجتمع متغير تحدث فيه التغيرات بصورة سريعة يصعب التحكم بها أو تعديلها، مما يؤشر على أن عمليةالتغييرمحكومة بعامل الزمان والمكان، وحتى في هذا الزمن الذي يوصف فيه العالم بالقرية الصغيرة تتباين موجات التغيير عالميا تبعا لطبيعة كل مجتمع على حدى،فبينما تجري عملية التغيير بوتيرة سريعة في المجتمعات الغربية تظل عمليات التغيير في البلدان النامية باهتة وبطيئة في كثير من الأحيان، ونتيجة خنق عمليات التغيير، يحدث التغيير فجأة بشكل عنيف، ويحدث الكثير من الآثار السلبية.ومع إقرارنا بعدم وجود مجتمع ساكن أو راكد تماما، فإن هذه الحركية الاجتماعية تتراوح بين البطء، وتنجم عنها تغيرات طفيفة،والسرعة لتنجر عنها تغيرات واسعة النطاق.
2- فلسفة التغيير الاجتماعي في الفكر الخلدوني:
يقرر ابن خلدون بأن دراسة ظواهر الاجتماع على هذا النحوالذي أتى به،علم غير مسبوق ،بمنهج غير مطروق من قبل،وأن ماتوصل إليه يمثل ثمرة يانعة لبحث وتنقيب طويل في جوهر الظواهر الاجتماعية حيث يؤكد في هذا الصدد: "واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة، غزير الفائدة، أعثر عليه البحث وأدى إليه الغوص".ويقوم منهج ابن خلدون التغييري على المرتكزات التالية :
2-1- الإستبصارالإيماني:
يرى ابن خلدون أن الملك مسؤولية تقع على عاتق من يتصدى للحكم،ويسعى لإسعاد الرعية،بنشر العدل والإنصاف ونبذ الظلم والإجحاف،ولن يتأتى له ذلك إلا إذا كان متشبعا بروح إيمانية قوية يُبصرمن خلالها نور الحق ويسعى بما أوتي من قوة وسلطان لإشاعته بين الناس."فإذا كان السلطان وجب أن يكون معه ويصحبه الشرع ليكون عليه عينا ويلجم نوازعه التي تغريه بالشر وتمنعه من العدوان وتحول دون صيرورته سبعا ضاريا يستطيب الكل من ولي أمره"(2).فالماسك بالسلطة يجب أن يكون متشبعا بروح إيمانية قوية تسمو به إلى سياسة الرعية بالعدل،ودفع الظلم عنها،ولذلك نجد ويؤكد ابن خلدون أن السلطة السلطة السياسية تعد محورا أساسي في التغيير الاجتماعي،فبإمكانها بما تحمله من سمات شخصية وإمكانيات مادية ومعنوية أن تدفع عجلة التغيير،واقضي على الركود في المجتمع بتهيئة أفراد المجتمع نفسيا لقبول التغيير والإسهام في إنجاحه وتفعيله في كل مجالات الحياة،ويقرر ابن خلدون بهذا الصدد أن: السبب الشائع في تبدل الأحوال والعوائد،أن عوائد كل جيل تابعة لعوائد سلطانه،ومع الإقرار بأهمية دور القائد في تحفيز أتباعه على التغيير،إلا أن اعتبار ذلك وحده كافيا أمر تعترضه الكثير من الصعوبات،فالكثير من القادة المتحمسين حاولوا أن ينشروا ثقافة الوعي بالتغيير في الأنفس إلا أن جهودهم تعرضت لموجات عاتية من الصد،وأُرغموا على التراجع عن برامجهم التغييريةلأنهم لم يجدوا الأرض المواتية لزراعة أفكاره التنويرية،أو لم يفلحوا في إقناع المجتمع باحتضانها وتأمين الحياة لها، وهكذا نجد ابن خلدون في غير مناسبة يستدرك آراءه التي أطلقها بشأن قدرة السلطان النافذة في التمكين لعملية التغيير،إذ يعود ليقرر في موضع آخر أن هذه الأحوال والعوائد هي المسؤولة عن تبدل الناس منطلقات وثوابت نظر وتفكير..فيكون السلطان صدى لها لا مشكلا لأوضاعها ومقررا لما تكون عليه(3).والبعض من الحكام يسعون إلى مجاراة الرعية،وإيهامهم بالاستجابة لتطلعاتهم حتى يخلو لهم الجو للانفراد بالجاه والنفوذ" إن ممارسة السلطة تعتبر من طرف ابن خلدون مصدرا من المصادر الأساسية للترف...وهكذا يمكن لرجل يمتلك الجاه أن يحصل قي فترة وجيزة على ثروة هائلة"(4).وبالنظرالىهذه الانحرافات التي تحصل في سياسات بعض الملوك - الذين قد يستأثرون بالمُتع ويتقلبون في النعيم، بينما تغرق الرعية في البؤس والمعاناة- يدعو ابن خلدون الىالإلتزام بقواعد الشريعة منهجا وتطبيقا باعتبارها الضامنة لتصريف شؤون الناس بالحق وسياستهم بالعدل باعتباره أساس دوام الملك، فإذا الملك ضروريا لاستمرار الاجتماع الإنساني،فإن العدل أكثر ضرورة لدوام الملك.
معنى التغيير:
تعامل ابن خلدون مع موضوع التغير الاجتماعي من خلال التتبع الدقيق لعمر الدولة باعتبارها موجهة الفعل السياسي والاجتماعي، نشوءا وتطورا، وضعفا وانهيارا.
يؤكد ابن خلدون أن التغيير سمة ثابتة من سنن العمران البشري ولازمة أساسية من لوازمه ولا يحصل تطور الأفراد والمجتمعات والدول إلا بها حيث يقول: "إن أحوال العالم والأمم وعوائدهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقر، إنما هو اختلاف على الأيام والأزمنة، وانتقال من حال إلى حال، وكما يكون ذلك في الأشخاص والأوقات والأمصار، فكذلك يقع في الآفاق والأقطار والأزمنة والدول".
ويقول كلالده ( 1997 )، أن علماء الاجتماع يقولون " إن الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغير نفسه "، وذلك لان التغيير حالة مستمرة تحصل بفعل إرادي أو غير إرادي عن قصد أو غير قصد، بتخطيط مسبق أو بصورة عفوية تلقائية أو بحكم الظروف، وقد يكون التغيير في البيئة الداخلية أو الخارجية بكل انعكاساته السلبية والإيجابية(1).
فابن خلدون أثبت قبل الكثير من العلماء أن التغيير سنة كونية، ومسلمة اجتماعية، تعتري بني البشر في شتى أحوالهم، ومختلف شؤونهم.
أماعن ديناميكية عملية التغيير،من حيث السرعة والبطء أو القوة والضعف ،فهذه ترجع إلى جملة الظروف المحيطة بعملية التغيير ذاتها،فبينما يعتبر ابن خلدون في القرن الرابع عشر أن عملية التغيير،شديدة الخفاء،ولاتقع إلا بعد أحقاب متطاولة،ولا يكاد يتفطن لها إلا الآحاد من أهل الخليقة،نجد عالم الاجتماع الأمريكي'ألفين توفلر'AlvinToffler' يرى بأننا نعيش في مجتمع متغير تحدث فيه التغيرات بصورة سريعة يصعب التحكم بها أو تعديلها، مما يؤشر على أن عمليةالتغييرمحكومة بعامل الزمان والمكان، وحتى في هذا الزمن الذي يوصف فيه العالم بالقرية الصغيرة تتباين موجات التغيير عالميا تبعا لطبيعة كل مجتمع على حدى،فبينما تجري عملية التغيير بوتيرة سريعة في المجتمعات الغربية تظل عمليات التغيير في البلدان النامية باهتة وبطيئة في كثير من الأحيان، ونتيجة خنق عمليات التغيير، يحدث التغيير فجأة بشكل عنيف، ويحدث الكثير من الآثار السلبية.ومع إقرارنا بعدم وجود مجتمع ساكن أو راكد تماما، فإن هذه الحركية الاجتماعية تتراوح بين البطء، وتنجم عنها تغيرات طفيفة،والسرعة لتنجر عنها تغيرات واسعة النطاق.
2- فلسفة التغيير الاجتماعي في الفكر الخلدوني:
يقرر ابن خلدون بأن دراسة ظواهر الاجتماع على هذا النحوالذي أتى به،علم غير مسبوق ،بمنهج غير مطروق من قبل،وأن ماتوصل إليه يمثل ثمرة يانعة لبحث وتنقيب طويل في جوهر الظواهر الاجتماعية حيث يؤكد في هذا الصدد: "واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة، غزير الفائدة، أعثر عليه البحث وأدى إليه الغوص".ويقوم منهج ابن خلدون التغييري على المرتكزات التالية :
2-1- الإستبصارالإيماني:
يرى ابن خلدون أن الملك مسؤولية تقع على عاتق من يتصدى للحكم،ويسعى لإسعاد الرعية،بنشر العدل والإنصاف ونبذ الظلم والإجحاف،ولن يتأتى له ذلك إلا إذا كان متشبعا بروح إيمانية قوية يُبصرمن خلالها نور الحق ويسعى بما أوتي من قوة وسلطان لإشاعته بين الناس."فإذا كان السلطان وجب أن يكون معه ويصحبه الشرع ليكون عليه عينا ويلجم نوازعه التي تغريه بالشر وتمنعه من العدوان وتحول دون صيرورته سبعا ضاريا يستطيب الكل من ولي أمره"(2).فالماسك بالسلطة يجب أن يكون متشبعا بروح إيمانية قوية تسمو به إلى سياسة الرعية بالعدل،ودفع الظلم عنها،ولذلك نجد ويؤكد ابن خلدون أن السلطة السلطة السياسية تعد محورا أساسي في التغيير الاجتماعي،فبإمكانها بما تحمله من سمات شخصية وإمكانيات مادية ومعنوية أن تدفع عجلة التغيير،واقضي على الركود في المجتمع بتهيئة أفراد المجتمع نفسيا لقبول التغيير والإسهام في إنجاحه وتفعيله في كل مجالات الحياة،ويقرر ابن خلدون بهذا الصدد أن: السبب الشائع في تبدل الأحوال والعوائد،أن عوائد كل جيل تابعة لعوائد سلطانه،ومع الإقرار بأهمية دور القائد في تحفيز أتباعه على التغيير،إلا أن اعتبار ذلك وحده كافيا أمر تعترضه الكثير من الصعوبات،فالكثير من القادة المتحمسين حاولوا أن ينشروا ثقافة الوعي بالتغيير في الأنفس إلا أن جهودهم تعرضت لموجات عاتية من الصد،وأُرغموا على التراجع عن برامجهم التغييريةلأنهم لم يجدوا الأرض المواتية لزراعة أفكاره التنويرية،أو لم يفلحوا في إقناع المجتمع باحتضانها وتأمين الحياة لها، وهكذا نجد ابن خلدون في غير مناسبة يستدرك آراءه التي أطلقها بشأن قدرة السلطان النافذة في التمكين لعملية التغيير،إذ يعود ليقرر في موضع آخر أن هذه الأحوال والعوائد هي المسؤولة عن تبدل الناس منطلقات وثوابت نظر وتفكير..فيكون السلطان صدى لها لا مشكلا لأوضاعها ومقررا لما تكون عليه(3).والبعض من الحكام يسعون إلى مجاراة الرعية،وإيهامهم بالاستجابة لتطلعاتهم حتى يخلو لهم الجو للانفراد بالجاه والنفوذ" إن ممارسة السلطة تعتبر من طرف ابن خلدون مصدرا من المصادر الأساسية للترف...وهكذا يمكن لرجل يمتلك الجاه أن يحصل قي فترة وجيزة على ثروة هائلة"(4).وبالنظرالىهذه الانحرافات التي تحصل في سياسات بعض الملوك - الذين قد يستأثرون بالمُتع ويتقلبون في النعيم، بينما تغرق الرعية في البؤس والمعاناة- يدعو ابن خلدون الىالإلتزام بقواعد الشريعة منهجا وتطبيقا باعتبارها الضامنة لتصريف شؤون الناس بالحق وسياستهم بالعدل باعتباره أساس دوام الملك، فإذا الملك ضروريا لاستمرار الاجتماع الإنساني،فإن العدل أكثر ضرورة لدوام الملك.
3.التغيير السياسي:
في ظل التطورات الأخيرة في العالم العربي، ومع صعود نجم التيارات الإسلاميَّة في عمليَّة الإصلاح السياسي والاجتماعي، ازدادت حدة الجدل حول التيار السلفي الذي بدأ في المشاركة في العملية السياسية بعد طول غياب في بعض الدول مثل مصر؛ فإنه من الأهميَّة بمكان في الوقت الراهن، محاولة رصد بعض الجوانب الملتبسة حول المصطلح، وخصوصًا فيما يتعلق بتاريخ المصطلح وصيروراته المعاصرة.
أولاً "السلف" في "لسان العرب" يعني الماضي، وكل ما ومن تقدم ومضى عن الواقع والزمن الذي يعيش فيه الإنسان، ففي القرآن الكريم يرد مصطلح السلف" بمعنى الماضي وما سبق الحياة الحاضرة التي يحياها الإنسان.. يقول الله تعالى: "فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ" [سورة "البقرة"- من الآيَّة 275].
ونفس هذا المعنى لمصطلح السلف نجده في الحديث النبوي الشريف الوارد في مسند الإمام أحمد عن فاطمة الزهراء "رضي الله عنها" أن رسول الله "صلَّى الله عليه وسلَّم" قال لها في مرض موته: "ولا أراه إلا قد حضر أجلي إنك أول أهل بيتي لحوقًا بي ونعم السلف أنا لك".
أما اصطلاحًا، فمن خلال التأصيل الذي قام به الدكتور محمد عمارة، فإن "السلف" هو العصر الذهبي الذي يمثل نقاء الفهم والتطبيق للمرجعيَّة الدينيَّة والفكريَّة قبل ظهور الخلاف والمذاهب والتصورات التي وفدت على الحياة الفكريَّة الإسلاميَّة، بعد الفتوحات التي أدخلت الفلسفات غير الإسلاميَّة على فهم "السلف الصالح" للإسلام، بحسب التعريف الذي وضعها المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة.
ويقول عمارة، بعد السلف، الذين يشملون الصحابة والتابعين والأئمة العظام للمذاهب الكبرى من تابعي التابعين يأتي "الخلف" الذين يلونهم في التسلسل الزمني، وبعد الخلف تأتي أجيال "المتأخرين"، ثم "المحدثين"، فـ"المعاصرين".
أما الإمام محمد عبده، فيعرف السلفيَّة على أنها: "فهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى"، وبرغم وضوح هذا التعريف فإن فصائل السلفيَّة تعددت في تراثنا الإسلامي، فمنهم من يقف عند ظواهر النصوص، ومنهم من يُعمل العقل في الفهم بين مسرف في التأويل أو مقتصد".
والسلفيون أنواع، فمنهم من "يقلد" السلف، وهؤلاء هم أهل الجمود والتقليد، ومنهم من يرجع إلى السلف؛ فيجتهد في ميراثهم وتراثهم، مميزًا فيه "الثوابت" عن "المتغيرات"، ومنهم من يستلهم من فقه السلف ما يتطلبه فقه الواقع الجديد، ومنهم أيضًا من يهاجر من واقعه إلى واقع السلف الذي تجاوزه الزمن، ومنهم من "سلفه" عصر الازدهار والإبداع في تاريخنا الحضاري، ومنهم من سلفه عصر الركاكة والتراجع في مسيرتنا الحضاريَّة.
ولقد ظهرت المدرسة السلفيَّة أو ما يُطلق عليه اسم المدرسة النصوصيَّة على يد الإمام أحمد بن حنبل (164/241 هـ) (780/ 855م) صاحب المسند الشهير، وأحد أئمة أهل السنة والجماعة الأربعة، وهو من صاغ منهج السلفيَّة، وخصوصًا في جانبه النصوصي، الذي يأخذ الإسلام، أصولاً وفروعًا، من النصوص والمأثورات، وذلك في مواجهة منهج متكلمي معتزلة بغداد في الوقت الذي ظهر فيه، والذي كان للعقل والتأويل مكانة عظمى في المنهج الذي أخذوا بواسطته الإسلام.
وأركان هذا المنهج وأصوله، كما صاغها إمام السلفيَّة أحمد بن حنبل خمسة، يذكرها ابن القيم بهذا الترتيب:
- الأصل الأول: النصوص، فإذا وُجد النص أُفتيَ به، ولم يلتفت إلى ما خالفه ولا من خالفه، ولم يكن يقدم على الحديث الصحيح عملاً ولا رأيًا ولا قياسًا.
- الأصل الثاني: ما أفتى به الصحابة، فإن وجد لبعضهم فتوى لا يعرف له مخالف منهم فيها؛ لم يعدها إلى غيرها.
- الأصل الثالث: إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى القرآن الكريم والسنة النبويَّة المطهرة، ولم يخرج عن أقوالهم، فإن لم يتبين له موافقة أحد القولَيْن؛ حكى الخلاف فيهما ولم يجزم بقول منهما.
- الأصل الرابع: الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف، وذلك إذا لم يكن في الموضوع شيء ينقضه من المصادر السابقة، ورجح ابن حنبل الحديث الضعيف على القياس.
- الأصل الخامس: القياس للضرورة، فإذا لم يكن عنده في المسألة نص، ولا قول الصحابة أو واحد منهم، ولا أثر مرسل أو ضعيف عدل إلى القياس؛ فاستعمله للضرورة .
لقد كان الإمام أحمد يسمى "النص" بـ" الإمام"، وكما يقول ابن القيم معقبًا على أصول منهج ابن حنبل هذا: فإنه "كان شديد الكراهة والمنع للإفتاء بمسألة ليس فيها أثر عن السلف، ولقد قال لبعض أصحابه، إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام".
ويرى البعض، ومن بينهم عمارة ومن قبله عبده والأفغاني، وغيرهم من المصلحين المسلمين، أن هذه القداسة أو هذا التقديس للنصوص والمأثورات، قد أدى إلى مشكلة أن هذه المدرسة أو المذهب قد أوقفت منهجها النصوصي عند ظواهر هذه النصوص، عندما رفض ابن حنبل أن يُعْمِلَ فيها الرأي أوالاجتهاد أو القياس أو التأويل حتى عندما كانت تتعارض وتتناقض هذه المأثورات ومضامينها!
ولقد اشتهر أمر هذه المدرسة الفكريَّة في العصر العباسي؛ لأن ازدهار مدارس الرأي والنظر الفلسفي والعقلاني وتأثيرات الوافد اليوناني والفارسي، أفزعت قطاعًا كبيرًا من عامة الأمة وعلمائها، ومن أبرز أئمة هذه المدرسة: البخاري ومسلم وأبو داوود والطبراني والبيهقي وابن راهويه، وأيضًا شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيم الجوزيَّة وغيرهم.
ويشير عمارة إلى أن تبلور السلفيَّة النصوصيَّة الأولى، كفرقة ومدرسة وتيار، على يد الإمام الوَرِع أحمد بن حنبل كرد فعل نصوصي على عقلانيَّة اليونان المنفلتة من النصوص الدينيَّة، وعلى الذين تأثروا بهذه العقلانيَّة اليونانيَّة من متكلمي عصور الإسلام الأولى، ولذلك حرَّمت هذه السلفيَّة النصوصيَّة لا الفكر اليوناني فقط؛ بل وحتى علم الكلام.
وتعتبر الأشعرية هي الابن البار للسلفيَّة، فالأشعريَّة، والتي بدأت لدى إمامها أبو الحسن الأشعري الذي عاش في القرنين التاسع والعاشر الميلاديَّيْن، كانت رد فعل شديد المحافظة أيضًا إزاء عقلانيَّة المعتزلة، وخاصة معتزلة بغداد الذين تأثروا بالفكر اليوناني.
إلا أن الأشعريَّة تطورت تطورًا كبيرًا لدى جيل المجددين لها، مثل الإمام أبو الطيب الباقلاني وحجة الإسلام أبو حامد الغزالي؛ حيث خرج هؤلاء بالأشعريَّة من "رد الفعل" إلى "الفعل"، وكانوا وراء بناء مذهب الأشعريَّة كمدرسة وتيار استقطب جمهور الأمة الإسلاميَّة، بعد إعطائهم لها جرعة من "العقلانيَّة" يقول عمارة إنه من غير المغالاة القول إنها تقترب بها من عقلانيَّة معتزلة البصرة قبل تأثر المعتزلة بعقلانيَّة اليونان.
أما السلفيَّة في العصر الحديث، فيحدد الكثيرون نقطة إحيائها بظهور الإمام محمد بن عبد الوهاب في شبه الجزيرة العربيَّة، والتي كانت أقرب إلى سلفية الإمام أحمد بن حنبل، منهعا إلى السلفيَّة العقلانيَّة كما كانت عن ابن تيميَّة وابن القيم.
ومن بين رموز السلفيَّة في العصر الحديث أيضًا الإمام محمد عبده، ولكنه كان أقرب إلى السلفيَّة العقلانيَّة المستنيرة، فهو يدعو إلى السلفيَّة في ثوابت الدين التي تعود في فهمه إلى المنابع الجوهريَّة والنقيَّة قبل ظهور الخلاف، وفي ذات الوقت يدعو إلى العقلانيَّة في فهم النصوص لتحرير الفكر من قيد التقليد، واعتبار الدين من ضمن موازين العقل البشري التي وضعها الله لترد من شططه.
أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد ركز على إصلاح العقائد وتقويم التصورات وتصحيح العبادات، وساعدت خشونة البيئة البدويَّة على تميز الأسلوب الوهابي بالخشونة، ورفض الشيخ أن يحتكم لغير النصوص، فهاجم "القياس" حتى لو كان صحيحًا، وأعلن أن "الرأي" لا وزن له بجانب النصوص، إلا أنه لا يمكن نكران أن "سلفيَّة" الشيخ محمد عبد الوهاب كانت رد فعل للبدع والخرافات التي طرأت على عقائد الإسلام وعباداته في بادية نجد، فوقفت إيجابياتها عند تنقيَّة هذه العقائد والعبادات من البدع والخرافات.
ثم توزعت السلفية الوهابية على العديد من التوجهات الأخرى، وطرأت عليها الكثير من التغييرات والتعديلات، مع تصاعد مد اليقظة الإسلاميَّة، التي تمثل أعظم ظواهر العصر الذي نعيش فيه، ومنها ما يسمى بالسلفيَّة العلميَّة، التي تحاول استلهام المشروع التجديدي لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، مع موائمته لمستجدات الواقع المعيش، وعلى رأس هذه المدارس، مدرسة الإخوان المسلمين التي أسسها الإمام الشهيد حسن البنا.
ومنها أيضًا ما يسمى بالسلفيَّة الجهاديَّة، التي سلكت طريق العنف في التغيير، سواء ضد المستعمر أو ضد الظواهر السلبية في مجتمعاتها، حتى ولو كانت مسلمة.
وفي الأخير، فإننا بكل تأكيد أمام ظاهرة فريدة من نوعها في تاريخ الحركة الإسلامية، وهي بحاجة على أهميتها، إلى المزيد من البحث والاستقصاء.
أولاً "السلف" في "لسان العرب" يعني الماضي، وكل ما ومن تقدم ومضى عن الواقع والزمن الذي يعيش فيه الإنسان، ففي القرآن الكريم يرد مصطلح السلف" بمعنى الماضي وما سبق الحياة الحاضرة التي يحياها الإنسان.. يقول الله تعالى: "فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ" [سورة "البقرة"- من الآيَّة 275].
ونفس هذا المعنى لمصطلح السلف نجده في الحديث النبوي الشريف الوارد في مسند الإمام أحمد عن فاطمة الزهراء "رضي الله عنها" أن رسول الله "صلَّى الله عليه وسلَّم" قال لها في مرض موته: "ولا أراه إلا قد حضر أجلي إنك أول أهل بيتي لحوقًا بي ونعم السلف أنا لك".
أما اصطلاحًا، فمن خلال التأصيل الذي قام به الدكتور محمد عمارة، فإن "السلف" هو العصر الذهبي الذي يمثل نقاء الفهم والتطبيق للمرجعيَّة الدينيَّة والفكريَّة قبل ظهور الخلاف والمذاهب والتصورات التي وفدت على الحياة الفكريَّة الإسلاميَّة، بعد الفتوحات التي أدخلت الفلسفات غير الإسلاميَّة على فهم "السلف الصالح" للإسلام، بحسب التعريف الذي وضعها المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة.
ويقول عمارة، بعد السلف، الذين يشملون الصحابة والتابعين والأئمة العظام للمذاهب الكبرى من تابعي التابعين يأتي "الخلف" الذين يلونهم في التسلسل الزمني، وبعد الخلف تأتي أجيال "المتأخرين"، ثم "المحدثين"، فـ"المعاصرين".
أما الإمام محمد عبده، فيعرف السلفيَّة على أنها: "فهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى"، وبرغم وضوح هذا التعريف فإن فصائل السلفيَّة تعددت في تراثنا الإسلامي، فمنهم من يقف عند ظواهر النصوص، ومنهم من يُعمل العقل في الفهم بين مسرف في التأويل أو مقتصد".
والسلفيون أنواع، فمنهم من "يقلد" السلف، وهؤلاء هم أهل الجمود والتقليد، ومنهم من يرجع إلى السلف؛ فيجتهد في ميراثهم وتراثهم، مميزًا فيه "الثوابت" عن "المتغيرات"، ومنهم من يستلهم من فقه السلف ما يتطلبه فقه الواقع الجديد، ومنهم أيضًا من يهاجر من واقعه إلى واقع السلف الذي تجاوزه الزمن، ومنهم من "سلفه" عصر الازدهار والإبداع في تاريخنا الحضاري، ومنهم من سلفه عصر الركاكة والتراجع في مسيرتنا الحضاريَّة.
ولقد ظهرت المدرسة السلفيَّة أو ما يُطلق عليه اسم المدرسة النصوصيَّة على يد الإمام أحمد بن حنبل (164/241 هـ) (780/ 855م) صاحب المسند الشهير، وأحد أئمة أهل السنة والجماعة الأربعة، وهو من صاغ منهج السلفيَّة، وخصوصًا في جانبه النصوصي، الذي يأخذ الإسلام، أصولاً وفروعًا، من النصوص والمأثورات، وذلك في مواجهة منهج متكلمي معتزلة بغداد في الوقت الذي ظهر فيه، والذي كان للعقل والتأويل مكانة عظمى في المنهج الذي أخذوا بواسطته الإسلام.
وأركان هذا المنهج وأصوله، كما صاغها إمام السلفيَّة أحمد بن حنبل خمسة، يذكرها ابن القيم بهذا الترتيب:
- الأصل الأول: النصوص، فإذا وُجد النص أُفتيَ به، ولم يلتفت إلى ما خالفه ولا من خالفه، ولم يكن يقدم على الحديث الصحيح عملاً ولا رأيًا ولا قياسًا.
- الأصل الثاني: ما أفتى به الصحابة، فإن وجد لبعضهم فتوى لا يعرف له مخالف منهم فيها؛ لم يعدها إلى غيرها.
- الأصل الثالث: إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى القرآن الكريم والسنة النبويَّة المطهرة، ولم يخرج عن أقوالهم، فإن لم يتبين له موافقة أحد القولَيْن؛ حكى الخلاف فيهما ولم يجزم بقول منهما.
- الأصل الرابع: الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف، وذلك إذا لم يكن في الموضوع شيء ينقضه من المصادر السابقة، ورجح ابن حنبل الحديث الضعيف على القياس.
- الأصل الخامس: القياس للضرورة، فإذا لم يكن عنده في المسألة نص، ولا قول الصحابة أو واحد منهم، ولا أثر مرسل أو ضعيف عدل إلى القياس؛ فاستعمله للضرورة .
لقد كان الإمام أحمد يسمى "النص" بـ" الإمام"، وكما يقول ابن القيم معقبًا على أصول منهج ابن حنبل هذا: فإنه "كان شديد الكراهة والمنع للإفتاء بمسألة ليس فيها أثر عن السلف، ولقد قال لبعض أصحابه، إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام".
ويرى البعض، ومن بينهم عمارة ومن قبله عبده والأفغاني، وغيرهم من المصلحين المسلمين، أن هذه القداسة أو هذا التقديس للنصوص والمأثورات، قد أدى إلى مشكلة أن هذه المدرسة أو المذهب قد أوقفت منهجها النصوصي عند ظواهر هذه النصوص، عندما رفض ابن حنبل أن يُعْمِلَ فيها الرأي أوالاجتهاد أو القياس أو التأويل حتى عندما كانت تتعارض وتتناقض هذه المأثورات ومضامينها!
ولقد اشتهر أمر هذه المدرسة الفكريَّة في العصر العباسي؛ لأن ازدهار مدارس الرأي والنظر الفلسفي والعقلاني وتأثيرات الوافد اليوناني والفارسي، أفزعت قطاعًا كبيرًا من عامة الأمة وعلمائها، ومن أبرز أئمة هذه المدرسة: البخاري ومسلم وأبو داوود والطبراني والبيهقي وابن راهويه، وأيضًا شيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيم الجوزيَّة وغيرهم.
ويشير عمارة إلى أن تبلور السلفيَّة النصوصيَّة الأولى، كفرقة ومدرسة وتيار، على يد الإمام الوَرِع أحمد بن حنبل كرد فعل نصوصي على عقلانيَّة اليونان المنفلتة من النصوص الدينيَّة، وعلى الذين تأثروا بهذه العقلانيَّة اليونانيَّة من متكلمي عصور الإسلام الأولى، ولذلك حرَّمت هذه السلفيَّة النصوصيَّة لا الفكر اليوناني فقط؛ بل وحتى علم الكلام.
وتعتبر الأشعرية هي الابن البار للسلفيَّة، فالأشعريَّة، والتي بدأت لدى إمامها أبو الحسن الأشعري الذي عاش في القرنين التاسع والعاشر الميلاديَّيْن، كانت رد فعل شديد المحافظة أيضًا إزاء عقلانيَّة المعتزلة، وخاصة معتزلة بغداد الذين تأثروا بالفكر اليوناني.
إلا أن الأشعريَّة تطورت تطورًا كبيرًا لدى جيل المجددين لها، مثل الإمام أبو الطيب الباقلاني وحجة الإسلام أبو حامد الغزالي؛ حيث خرج هؤلاء بالأشعريَّة من "رد الفعل" إلى "الفعل"، وكانوا وراء بناء مذهب الأشعريَّة كمدرسة وتيار استقطب جمهور الأمة الإسلاميَّة، بعد إعطائهم لها جرعة من "العقلانيَّة" يقول عمارة إنه من غير المغالاة القول إنها تقترب بها من عقلانيَّة معتزلة البصرة قبل تأثر المعتزلة بعقلانيَّة اليونان.
أما السلفيَّة في العصر الحديث، فيحدد الكثيرون نقطة إحيائها بظهور الإمام محمد بن عبد الوهاب في شبه الجزيرة العربيَّة، والتي كانت أقرب إلى سلفية الإمام أحمد بن حنبل، منهعا إلى السلفيَّة العقلانيَّة كما كانت عن ابن تيميَّة وابن القيم.
ومن بين رموز السلفيَّة في العصر الحديث أيضًا الإمام محمد عبده، ولكنه كان أقرب إلى السلفيَّة العقلانيَّة المستنيرة، فهو يدعو إلى السلفيَّة في ثوابت الدين التي تعود في فهمه إلى المنابع الجوهريَّة والنقيَّة قبل ظهور الخلاف، وفي ذات الوقت يدعو إلى العقلانيَّة في فهم النصوص لتحرير الفكر من قيد التقليد، واعتبار الدين من ضمن موازين العقل البشري التي وضعها الله لترد من شططه.
أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقد ركز على إصلاح العقائد وتقويم التصورات وتصحيح العبادات، وساعدت خشونة البيئة البدويَّة على تميز الأسلوب الوهابي بالخشونة، ورفض الشيخ أن يحتكم لغير النصوص، فهاجم "القياس" حتى لو كان صحيحًا، وأعلن أن "الرأي" لا وزن له بجانب النصوص، إلا أنه لا يمكن نكران أن "سلفيَّة" الشيخ محمد عبد الوهاب كانت رد فعل للبدع والخرافات التي طرأت على عقائد الإسلام وعباداته في بادية نجد، فوقفت إيجابياتها عند تنقيَّة هذه العقائد والعبادات من البدع والخرافات.
ثم توزعت السلفية الوهابية على العديد من التوجهات الأخرى، وطرأت عليها الكثير من التغييرات والتعديلات، مع تصاعد مد اليقظة الإسلاميَّة، التي تمثل أعظم ظواهر العصر الذي نعيش فيه، ومنها ما يسمى بالسلفيَّة العلميَّة، التي تحاول استلهام المشروع التجديدي لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، مع موائمته لمستجدات الواقع المعيش، وعلى رأس هذه المدارس، مدرسة الإخوان المسلمين التي أسسها الإمام الشهيد حسن البنا.
ومنها أيضًا ما يسمى بالسلفيَّة الجهاديَّة، التي سلكت طريق العنف في التغيير، سواء ضد المستعمر أو ضد الظواهر السلبية في مجتمعاتها، حتى ولو كانت مسلمة.
وفي الأخير، فإننا بكل تأكيد أمام ظاهرة فريدة من نوعها في تاريخ الحركة الإسلامية، وهي بحاجة على أهميتها، إلى المزيد من البحث والاستقصاء.
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
شكرا شكرا شكرا شكرا (h) (h)
ردحذف